فصل: باب الأفراد في حرف النون

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الاستيعاب في معرفة الأصحاب **


  باب الأفراد في حرف النون

النابغة الجعدي ذكرناه في باب النون لأنه غلب عليه النابغة واختلف في اسمه فقيل‏:‏ قيس بن عبد الله بن عمر وقيل‏:‏ حبان ابن قيس بن عبد الله بن عمرو بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة وقيل‏:‏ اسمه حبان بن قيس بن عبد الله ابن وحوح بن عدس بن ربيعة بن جعدة وإنما قيل له‏:‏ النابغة فيما يقولون لأنه قال الشعر في الجاهلية ثم أقام مدة نحو ثلاثين سنة لا يقول الشعر ثم نبغ فيه بعد فقاله‏:‏ فسمي النابغة قالوا‏:‏ وكان قديماً شاعراً محسناً طويل البقاء في الجاهلية والإسلام وهو عندهم أسن من النابغة الذبياني وأكبر واستدلوا على أنه أكبر من النابغة الذبياني لأن النابغة الذبياني كان مع النعمان في عصره وكان النعمان بن المنذر بعد المنذر بن محرق وقد أدرك النابغة الجعدي المنذر بن محرق ونادمه ولكن النابغة الذيباني مات قبله‏.‏

وعمر الجعدي بعده عمراً طويلاً ذكره عمر بن شبة عن أشياخه أنه عمر مائة وثمانين سنة وأنه أنشد عمر بن الخطاب‏:‏ لقيت أناساً فأفنيتهم وأفنيت بعد أناس أناسا ثلاثة أهلين أفنيتهم وكان الإله هو المستآسا فقال له عمر‏:‏ كم لبثت مع كل أهل قال‏:‏ ستين سنة قال ابن قتيبة‏:‏ عمر النابغة الجعدي مائتين وعشرين سنة ومات بأصبهان‏.‏

وهذا أيضاً لا يدفع لأنه قال في الشعر السيني الذي أنشده عمر أنه أفنى ثلاثة قرون كل قرن من القرون ستين سنة‏.‏

فهذه مائة وثمانون سنة ثم عمر إلى زمن ابن الزبير وإلى أن هاجى أوس بن مغراء ثم ليلى الأخيلية وكان يذكر في الجاهلية دين إبراهيم والحنيفية ويصوم ويستغفر فيما ذكروا وقال في الجاهلية كلمته التي أولها‏:‏ وفيها ضروب من دلائل التوحيد والإقرار بالبعث والجزاء والجنة والنار وصفه بعض ذلك على نحو شعر أمية بن أبي الصلت‏.‏

وقد قيل‏:‏ إن هذا الشعر لأمية ولكنه قد صححه يونس بن حبيب وحماد الرواية ومحمد بن سلام وعلي بن سليمان الأخفش للنابغة الجعدي‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ وفد النابغة على النبي صلى الله عليه وسلم مسلما وأنشده ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أول ما أنشده قوله في قصيدته الرائية‏:‏ أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى ويتلو كتاباً كالمجرة نيرا قرأت على أبي الفضل أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن أن قاسم بن أصبغ حدثهم قال‏:‏ حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا العباس بن الفضل حدثنا محمد بن عبد الشمس قال‏:‏ حدثني الحسن بن عبيد الله قال‏:‏ حدثني من سمع النابغة الجعدي يقول‏:‏ أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشدته قولي‏:‏ وإنا لقوم ما نعود خيلنا إذا ما التقينا أن تحيد وتنفرا وننكر يوم الروع ألوان خيلنا من الطعن حتى نحسب الجون أشقرا وليس بمعروف لنا أن نردها صحاحاً ولا مستنكراً أن تعقرا بلغنا السماء مجدنا وجدودنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا علونا على طر العباد تكرما وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا وفي سائر الروايات كما ذكرنا إلا أن منهم من يقولون‏:‏ مجدنا وجدودنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ إلى أين يا أبا ليلى ‏"‏‏.‏

قال‏:‏ فقلت‏:‏ إلى الجنة‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏ نعم إن شاء الله تعالى ‏"‏‏.‏

فلما أنشدته‏:‏ ولا خير في حلم إذا لم يكن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا ولا خير في جهل إذا لم يكن له حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ لا يفضفض الله فاك ‏"‏‏.‏

قال‏:‏ وكان من أحسن الناس ثغراً‏.‏

وكان إذا سقطت له سن نبتت أخرى وفي رواية عبد الله بن جراد لهذا الخبر قال‏:‏ فنظرت إليه كأن فاه البرد المنهل يتلألأ ويبرق ما سقطت له سن ولا تفلتت لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ أجدت لا يفضض الله فاك ‏"‏‏.‏

قال‏:‏ وعاش النابغة بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتت عليه مائة واثنتا عشرة سنة فقال في ذلك‏:‏ أتيت مائة لعام ولدت فيه وعشر بعد ذلك واثنتان وقد أبقت صروف الدهر مني كما أبقت من الذكر اليماني ألا زعمت بنو سعد بأني وما كذبوا كبير السن فاني قال أبو عمر‏:‏ قد روينا هذا الخبر من وجوه كثيرة عن النابغة الجعدي من طريق يعلي بن الأشدق وغيره وليس في شيء منها من الأبيات ما في هذه الرواية وهذه أتمها وأحسنها سياقة إلا أن رواية يعلي بن الأشدق وعبد الله ابن جراد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ أجدت لا يفضض الله فاك ‏"‏‏.‏

وليس في هذه الرواية ‏"‏ أجدت ‏"‏‏.‏

وما أظن النابغة إلا وقد أنشد الشعر كله رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي قصيدة طويلة نحو مائتي بيت أولها‏:‏ خليلي غضا ساعة وتهجرا ولو ما على ما أحدث الدهر أو ذرا وقد ذكرت منها ما أنشده أبو عبد الله بن محمد بن عبد السلام الخشني عن أبي الفضل الرياشي رحمة الله عليهما في آخر باب النابغة هذا من هذا الكتاب وهو من أحسن ما قيل من الشعر في الفخر بالشجاعة سباطة ونقاوة وجزالة وحلاوة وفي هذا الشعر مما أنشده رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى ويتلو كتاباً كالمجرة نيرا وجاهدت حتى ما أحس ومن معي سبيلاً إذا ما لاح ثم تحورا أقيم على التقوى وأرضى بفعلها وكنت من النار المخوفة أحذرا وأسلم وحسن إسلامه وكان يرد على الخلفاء ورد على عمر ثم على عثمان وله أخبار وقال عمر بن شبة‏:‏ كان النابغة الجعدي شاعراً مغلباً إلا أنه كان إذا هاجى غلب هاجى أوس بن مغراء وليلى الأخيلية وكعب بن جعيل فغلبوه وهو أشعر منهم مراراً ليس فيهم من يقرب منه وكذلك قال فيه ابن سلام وغيره‏.‏

وذكر الهيثم بن عدي قال‏:‏ رعت بنو عامر بالبصرة في الزروع فبعث أبو موسى الأشعري في طلبهم فتصارخوا يا آل عامر‏!‏ فخرج النابغة الجعدي ومعه عصبة له فأتى به أبو موسى فقال له‏:‏ ما أخرجك قال‏:‏ سمعت داعية قومي قال فضربه به أسواطاً‏.‏

فقال النابغة في ذلك‏:‏ رأيت البكر بكر بني ثمود وأنت أراك بكر الأشعرينا فإن تك لابن عفان أميناً فلم يبعث بك البر الأمينا فيا قبر النبي وصاحبيه ألا يا غوثنا لو تسمعونا ألا صلى إلهكم عليكم ولا صلى على الأمراء فينا فأما خبره مع ابن الزبير فأخبرني عبد الوارث بن سفيان قال‏:‏ حدثنا القاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا زبير بن بكار حدثني هارون ابن أبي بكر حدثني يحيى بن إبراهيم البهزي حدثنا سليمان بن محمد عن يحيى ابن عروة عن أبيه عن عمه عبد الله بن عروة بن الزبير قال‏:‏ أقحمت السنة نابغة بني جعدة فدخل على عبد الله بن الزبير في المسجد الحرام فأنشده‏:‏ وسويت بين الناس في الحق فاستووا فعاد صباحاً حالك الليل مظلم أتاك أبو ليلى تجوب به الدجى دجى الليل جواب الفلاة عرمرم لتجبر منه جانباً دعدعت به صروف الليالي والزمان المصمصم قال‏:‏ فقال له ابن الزبير‏:‏ أمسك عليك يا أبا ليلى فإن الشعر أهون وسائلك عندنا‏.‏

أما صفوة ما لنا فإن بني أسد شغلتنا عنك وأما صفوته فلآل الزبير ولكن لك في مال الله حقان‏:‏ حق لرؤيتك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحق لشركتك أهل الإسلام في فيهم ثم أدخله دار النعم‏.‏

فأعطاه قلائص سبعاً وفرساً وخيلاً وأوقر له الركاب براً وتمراً وثياباً فجعل النابغة يستعجل ويأكل الحب صرفاً فقال ابن الزبير‏:‏ ويح أبي ليلى لقد بلغ منه الجهد فقال النابغة‏:‏ أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ ما وليت قريش فعدلت واسترحمت فرحمت وحدثت فصدقت ووعدت خيراً فأنجزت فأنا والنبيون فراط القادمين ألا ‏"‏‏.‏

وذكر كلمة معناها أنهم تحت النبيين بدرجة في الجنة‏.‏

قال الزبير‏:‏ كتب يحيى بن معين هذا الحديث عن أخي وذكر أبو الفرج الأصبهاني هذا الحديث فقال‏:‏ حدثني به محمد بن جرير الطبري من حفظه عن أحمد بن زهير بإسناده ومما يستحسن ويستجاد للنابغة الجعدي‏:‏ فتى تم فيه ما يسر صديقه على أن فيه ما يسوء الأعاديا وأنشدني أبو عثمان سعد بن نصر قال‏:‏ أنشدنا أبو محمد قاسم بن أصبغ اليماني قال‏:‏ أنشدنا أبو عبد الله محمد بن عبد السلام الخشني قال‏:‏ هذا ما أنشدنا أبو العقيل الرياشي من قصيدة النابغة الجعدي‏:‏ تذكرت والذكرى تهيج للفتى ومن حاجة المحزون أن يتذكرا نداماي عند المنذر بن محرق أرى اليوم منهم ظاهر الأرض مقفرا تقضى زمان الوصل بيني وبينها ولم ينقض الشوق الذي كان أكثرا وإني لأستشفي برؤية جارها إذا ما لقائيها علي تعذرا وألقي على جيرانها مسحة الهوى وإن لم يكونوا لي قبيلاً ومعشرا ترديت ثوب الذل يوم لقيتها وكان ردائي نخوة وتجبرا حسبنا زماناً كل بيضاء شحمة ليالي إذ نغزو جذاما وحميرا إلى أن لقينا الحي بكر بن وائل ثمانين ألفاً دارعين وحسرا فلما قرعنا النبع بالنبع بعضه ببعض أبت عيدانه أن تكسرا وقالوا لنا أحيوا لنا من قتلتم لقد جئتم إداً من الأمر منكرا ولسنا نرد الروح في جسم ميت وكنا نسيل الروح ممن تنشرا نميت ولا نحيي كذلك صنعنا إذا البطل الحامي إلى الموت أهجرا ملكنا فلم نكشف قناعاً لحرة ولم نستلب إلا الحديد المسمرا ولو أننا شئنا سوى ذاك أصبحت كرائمهم فينا تباع وتشترى ولكن أحساباً نمتنا إلى العلا وآباء صدق أن يروم المحقرا وإنا لقوم ما نعود خيلنا إذا ما التقينا أن تحيد وتنفرا وننكر يوم الروع ألوان خيلنا من الطعن حتى نحسب الجون أشقرا وليس بمعروف لنا أن نردها صحاحاً ولا مستنكراً أن تعقرا أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى ويتلوا كتاباً كالمجرة نيرا بلغنا السماء مجدنا وجدودنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا ولا خير في حلم إذا لم يكن له بوادر تحمى صفوه أن يكدرا عن النبي صلى الله عليه وسلم من الشعراء حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة وعدي بن حاتم الطائي وعباس بن مرداس السلمي وأبو سفيان بن الحارث بن المطلب وحميد بن ثور الهلالي وأبو الطفيل عامر بن وائلة وأيمن بن خريم الأسدي وأعشى بني مازن والأسود بن سريع‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من الشعراء المحسنين ممن لم يذكره احمد بن زهير في الشعراء الرواة الحارث - بن هشام وعمرو ابن شاس وضرار بن الأزور وخفاف بن ندبة وكل هؤلاء شاعر له صحبة ورواية ولم يذكر أحمد بن زهير لبيد بن ربيعة ولا ضرار بن الخطاب ولا ابن الزبعري لأنهم ليست لهم رواية وكذلك أبو ذؤيب الهذلي والشماخ بن ضرار وأخوه مزرد بن ضرار‏.‏

قال محمد بن سلام‏:‏ النابغة الجعدي والشماخ بن ضرار ولبيد بن ربيعة وأبو ذؤيب الهذلي طبقة قال‏:‏ وكان الشماخ أشد متوناً من لبيد ولبيد أحسن منه منطقاً‏.‏

نابل الحبشي والد أيمن بن نابل ذكروه فيمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً ولم أر له خبراً يدل لقاء ولا رؤية‏.‏

ناجية بن جندب الأسلمي‏.‏

صاحب بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ناجية بن جندب بن عمير بن يعمر بن دارم بن عمرو بن واثلة بن سهم ابن مازن بن سلامان بن أسلم بن أفصى معدود في أهل الحجاز بل في أهل المدينة قال ابن عفير‏:‏ ناجية كان اسمه ذكوان فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم ناجية إذ نجا من قريش‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ مات في خلافة معاوية بالمدينة ويقال ناجية بن عمر وناجية بن عمير وقد قيل‏:‏ جندب بن ناجية في بعض الروايات في حديثه في البدن وهو حديث واحد والصواب فيه ناجية بن جندب بن عمير وهو الذي تدلى في البئر يوم الحديبية على ما مضى في باب خالد بن عبادة الغفاري‏.‏

قال ابن إسحاق‏:‏ وقد زعم لهم بعض أهل العلم أن البراء بن عازب كان يقول‏:‏ أنا الذي نزلت في البئر بسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن إسحاق‏:‏ وحدثني بعض أهل العلم أن رجلاً من أسلم حدثه أن الذي نزل في القليب بسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ناجية بن عمير بن يعمر بن دارم قال‏:‏ وزعمت له أسلم أن جارية من الأنصار أقبلت بدلوها وناجية في القليب يميح على الناس فقالت‏:‏ يا أيها المائح دلوي دونكا إني رأيت الناس يحمدونكا يثنون خيراً ويمجدونكا وقال ناجية - وهو في القليب يميح على الناس‏:‏ قد علمت جارية يمانيه أني أنا المائح واسمي ناجيه وروى عن ناجية هذا عروة بن الزبير أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أصنع بما أخبرنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهب بن خالد قال‏:‏ حدثنا هشام ابن عروة عن أبيه عن ناجية صاحب هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصنع بما عطب من الهدي فأمره أن ينحر كل بدنة عطبت ثم يلقى نعلها في دمها ويخلى بينها وبين الناس يأكلونها وروى عنه أيضاً زاهر الأسلمي‏.‏

ناجية الطفاوي ذكره صاحب الوحدان‏.‏

وذكر بسنده عن البراء بن عبد الله الغنوي عن واصل‏:‏ أدركت رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له ناجية الطفاوي وهو يكتب المصاحف وذكر باقي الحديث‏.‏

نبيشة الخير هو نبيشة بن عمرو بن عوف بن عبد الله وقيل‏:‏ نبيشة الخير بن عبد الله بن عتاب بن الحارث بن حصين بن نابغة بن لحيان بن هذيل ابن مدركة بن الياس بن مضر‏.‏

وهو ابن عم سلمة بن المحبق الهذلي من هذيل بن مدركة سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيشة‏.‏

ويقال‏:‏ نبيشة بن عبد الله روى عنه أبو المليح الهذلي وغيره‏.‏

نحات بن ثعلبة بن خزمة بن أصرم بن عمرو بن عمارة البلوي‏.‏

حليف الأنصار شهد بدراً وقد اختلف فيه فقيل بحاث وقد ذكرناه في الباء‏.‏

نذير أبو مريم الغساني جد أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم‏.‏

قال أبو حاتم الرازي‏:‏ سألت بعض الشاميين عن اسم أبي مريم الغساني الشامي فقال‏:‏ نذير‏.‏

روى بقية بن الوليد عن أبي بكر بن أبي مريم عن أبيه عن جده أبي مريم قال‏:‏ غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورميت بيد يديه‏.‏

فأعجبه ذلك M0لزال بن سبرة الهلالي من بني هلال بن عامر بن صعصعة ذكروه فيمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه ولا أعلم له رواية إلا عن علي وابن مسعود وهو معروف في كبار التابعين وفضلائهم‏.‏

روى عنه الشعبي والضحاك وعبد الملك بن ميسرة وإسماعيل بن رجاء‏.‏

النضر بن سفيان الهذلي روى عن عمر قال الواقدي‏:‏ ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

نضرة بن أكثم الخزاعي‏.‏

ويقال الأنصاري‏.‏

حديثه عند يحيى بن أبي كثير عن يزيد بن أبي نعيم عن سعيد بن المسيب عن نضرة بن أكثم أنه تزوج امرأة فلما جامعها وجدها حبلى فرفع شأنها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى أن لها صداقها وأن ما في بطنها عبد له وجلدت مائة وفرق بينهما‏.‏

وروى ابن جريج عن صفوان بن سليم عن سعيد بن المسيب عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له‏:‏ نضرة قال‏:‏ تزوجت امرأة بكراً في سترها فدخلت عليها فإذا هي حبلى فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ لها الصداق بما استحللت من فرجها والولد عبد لك فإذا ولدت فاجلدها ‏"‏‏.‏

النضير بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي القرشي العبدي كان من المهاجرين‏.‏

وقيل‏:‏ بل كان من مسلمة الفتح والأول أكثر وأصح‏.‏

يكنى أبا الحارث وأبوه الحارث بن علقمة يعرف بالرهين‏.‏

ومن ولده محمد بن المرتفع بن النضير بن الحارث يروى عنه ابن جريج وابن عيينة وكان للنضير من الولد علي ونافع والمرتفع وكان النضير بن الحارث يكثر الشكر لله على ما من به عليه من الإسلام ولم يمت على ما مات عليه أخوه وآباؤه وأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين بمائة بعير فأتاه رجل من بني الديل يبشره بذلك وقال له‏:‏ اخدمني منها فقال النضير‏:‏ ما أريد أخذها لأني أحسب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعطني ذلك إلا تألفاً على الاسلام وما أريد أن أرتشي على الإسلام ثم قال‏:‏ والله ما طلبتها ولا سألتها وهي عطية من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبضها وأعطى الديلي منها عشرة ثم خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس معه في مجلسه وسأله عن فرض الصلاة وتوقيتها‏.‏

قال‏:‏ فوالله لقد كان أحب إلي من نفسي وقلت له‏:‏ يا رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله قال‏:‏ ‏"‏ الجهاد والنفقة في وهاجر النضير إلى المدينة ولم يزل بها حتى خرج إلى الشام غازياً وحضر اليرموك وقتل بها شهيداً وذلك في رجب سنة خمس عشرة وكان يعد من حكماء قريش‏.‏

وأما النضر بن الحارث أخوه فقتله علي بن أبي طالب يوم بدر كافراً قتله بالصفراء صبراً بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

نعيمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك ابن النجار شهد بدراً‏.‏

وكان من قدماء الصحابة وكبرائهم وكانت فيه دعابة زائدة وله أخبار ظريفة في دعابته منها خبره مع سويبط بن حرملة‏.‏

أنبأنا عبد الله بن محمد حدثنا محمد جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا روح حدثنا زمعة بن صالح سمعت ابن شهاب يحدث عن عبد الله ابن وهب بن زمعة عن أم سلمة أن أبا بكر خرج تاجراً إلى بصرى ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة وكلاهما بدري وكان سويبط على الزاد فجاءه نعيمان فقال‏:‏ أطعمني فقال‏:‏ لا حتى يجيء أبو بكر وكان نعيمان رجلاً مضحاكاً مزاحاً فقال‏:‏ لأغيظنك فذهب إلى ناس جلبوا ظهراً فقال‏:‏ ابتاعوا مني غلاماً عربياً فارهاً وهو ذو لسان ولعله يقول‏:‏ أنا حر فإن كنتم تاركيه لذلك فدعوه لا تفسدوا علي غلامي‏.‏

فقالوا‏:‏ بل نبتاعه منك بعشرة قلائص فأقبل بها يسوقها وأقبل بالقوم حتى عقلها ثم قال‏:‏ دونكم هو هذا فجاء القوم فقالوا‏:‏ قد اشتريناك فقال سويبط‏:‏ هو كاذب أنا رجل حر قالوا‏:‏ قد أخبرنا خبرك فطرحوا الحبل في رقبته فذهبوا به وجاء أبو بكر فأخبر فذهب هو وأصحاب له فردوا القلائص وأخذوه فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من ذلك حولاً‏.‏

وروى عنها قالت‏:‏ خرج أبو بكر الصديق قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بعام في تجارة إلى بصرى ومعه نعيمان بن عمرو الأنصاري وسليط بن حرملة وهما ممن شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وكان سليط بن حرملة على الزاد وكان نعيمان بن عمرو مزاحاً فقال لسليط‏:‏ أطعمني فقال‏:‏ لا أطعمك حتى يأتي أبو بكر فقال نعيمان‏:‏ أنه سليط لأغيظنك فمروا بقوم فقال نعيمان لهم‏:‏ تشترون مني عبداً قالوا‏:‏ نعم قال‏:‏ إنه عبد له كلام وهو قائل لكم لست بعبد وأنا ابن عمه فإن كان إذا قال لكم هذا تركتموه فلا تشتروه ولا تفسدوا علي عبدي قالوا‏:‏ لا بل نشتريه ولا ننظر إلى قوله فاشتروه منه بعشر قلائص ثم جاءوا ليأخذوه فامتنع منهم فوضعوا في عنقه عمامة فقال لهم‏:‏ إنه يتهزأ ولست بعبده فقالوا‏:‏ قد أخبرنا خبرك ولم يسمعوا كلامه فجاء أبو بكر فأخبر خبره فاتبع القوم فأخبرهم أنه يمزح ورد عليهم القلائص وأخذ سليطاً منهم‏.‏

فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره الخبر فضحك من ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولاً‏.‏

قال الزبير‏:‏ وأكثر‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ هكذا في خبر الزبير هذا سليط بن حرملة وهذا خطأ إنما هو سويبط بن حرملة من بني عبد الدار بدري ثم قال بعد‏:‏ سليط بن عمرو فأخطأ أيضاً‏.‏

وبالإسناد عن الزبير قال‏:‏ حدثني مصعب عن جدي عبد الله بن مصعب عن ربيعة بن عثمان قال‏:‏ جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدخل المسجد وأناخ ناقته بفنائه فقال‏:‏ بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لنعيمان بن عمرو الأنصاري وكان يقال له‏:‏ النعيمان لو نحرتها فأكلناها فإنا قد قرمنا إلى اللحم ويغرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمنها قال‏:‏ فنحرها النعيمان ثم خرج الأعرابي فرأى راحلته فصاح واعقراه يا محمد فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏ من فعل هذا ‏"‏‏.‏

قالوا‏:‏ النعيمان‏.‏

فاتبعه يسأل عنه فوجده في دار ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب قد اختفى في خندق وجعل عليه الجريد والسعف فأشار إليه رجل ورفع صوته يقول‏:‏ ما رأيته يا رسول الله وأشار بإصبعه حيث هو فأخرجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تغير وجهه بالسعف الذي سقط عليه فقال له‏:‏ ما حملك على ما صنعت قال‏:‏ الذين دلوك علي يا رسول الله هم الذين أمروني قال فجعل رسول الله صلى الله عليه قال الزبير‏:‏ وحدثني عمي مصعب بن عبد الله عن جدي عبد الله بن مصعب قال‏:‏ كان مخرمة بن نوفل بن أهيب الزهري شيخاً كبيراً بالمدينة أعمى وكان قد بلغ مائة وخمس عشرة سنة فقام يوماً في المسجد يريد أن يبول فصاح به الناس فأتاه نعيمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد النجاري فتنحى به ناحية من المسجد ثم قال‏:‏ اجلس ها هنا فأجلسه يبول وتركه فبال وصاح به الناس فلما فرغ قال‏:‏ من جاء بي ويحكم في هذا الموضع قالوا له‏:‏ النعيمان بن عمرو‏.‏

قال‏:‏ فعل الله به وفعل أما إن لله علي إن ظفرت به أن أضربه بعصاي هذه ضربة تبلغ منه ما بلغت فمكث ما شاء الله حتى نسي ذلك مخرمة‏.‏

ثم أتاه يوماً وعثمان قائم يصلي في ناحية المسجد وكان عثمان إذا صلى لم يلتفت فقال له‏:‏ هل لك في نعيمان قال‏:‏ نعم أين هو دلني عليه‏.‏

فأتى به حتى أوقفه على عثمان فقال‏:‏ دونك هذا هو فجمع مخرمة يديه بعصاه فضرب عثمان فشجه فقيل له‏:‏ إنما ضربت أمير المؤمنين عثمان فسمعت بذلك بنو زهرة فاجتمعوا في ذلك فقال عثمان دعوا نعيمان لعن الله نعيمان فقد شهد بدراً‏.‏

قال الزبير‏:‏ وحدثني يحيى بن محمد قال‏:‏ حدثني يعقوب بن جعفر بن أبي كثير حدثنا أبو طوالة الأنصاري عن محمد ابن عمرو بن حزم عن أبيه قال‏:‏ كان بالمدينة رجل يقال له نعيمان يصيب الشراب فكان يؤتى به النبي صلى الله عليه وسلم فيضربه بنعله ويأمر أصحابه فيضربونه بنعالهم ويحثون عليه التراب فلما كثر ذلك منه قال له رجل‏:‏ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لعنك الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ لا تفعل فإنه يحب الله ورسوله ‏"‏‏.‏

قال‏:‏ وكان لا يدخل في المدينة رسل ولا طرفة إلا اشترى منها ثم جاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله هذا هدية لك فإذا جاء صاحبه يطلب ثمنه من نعيمان جاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ أعط هذا ثمن هذا فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ أو لم تهده لي ‏"‏‏.‏

فيقول يا رسول الله لم يكن عندي ثمنه وأحببت أن تأكله فيضحك النبي صلى الله عليه وسلم ويأمر لصاحبه بثمنه‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ كان نعيمان رجلاً صالحاً على ما كان فيه من دعابة وكان له ابن قد انهمك في شرب الخمر فجلده رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع مرات فلعنه رجل كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله ‏"‏‏.‏

وفي جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه في الخمر أربع مرات نسخ لقوله عليه السلام‏:‏ ‏"‏ فإن شربها الرابعة فاقتلوه ‏"‏‏.‏

يقال إنه مات في زمن معاوية ويقال‏:‏ بل ابنه الذي مات في زمن معاوية‏.‏

ويقال‏:‏ نفيع بن مسروح ويقال‏:‏ نفيع بن الحارث ابن كلدة وكان أبو بكرة من عبيد الحارث بن كلدة بن عمرو الثقفي فاستلحقه وهو ممن غلبت عليه كنيته وأمه سمية أمة للحارث بن كلدة وهي أم زياد بن أبي سفيان‏.‏

قال أحمد بن زهير‏:‏ سمعت أبي يقول أبو بكرة نفيع بن مسروح قال‏:‏ وحدثنا أبي قال‏:‏ حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرواسي عن الحسن بن صالح عن أبيه عن الشعبي قال‏:‏ أرادوا أبا بكرة على الدعوة فأبى وقال لبنيه‏:‏ عند الموت أبى مسروح الحبشي قال‏:‏ وسمعت أحمد بن حنبل يقول أبو بكرة نفيع بن الحارث والأكثر يقولون‏:‏ نفيع بن الحارث كما قال أحمد وقال أحمد بن زهير سمعت يحيى بن معين يقول‏:‏ أملي على هوذة بن خليفة نسبه فلما بلغ إلى أبي بكرة قلت‏:‏ ابن من قال‏:‏ لا تزد دعه‏.‏

وذكره أحمد بن زهير في موالي النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ أخبرنا الحسن بن حماد قال‏:‏ حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن حجاج عن الحكم عن مقاسم عن ابن عباس قال‏:‏ خرج غلامان يوم الطائف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقهما أحدهما أبو بكرة فكانا من مواليه‏.‏

قال‏:‏ وأخبرنا عثمان قال‏:‏ حدثنا حماد بن سلمة قال‏:‏ حدثنا علي ابن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال‏:‏ أتيت عبد الله بن عمرو في فئة فقال لي‏:‏ من أنت فقلت‏:‏ عبد الرحمن بن أبي بكرة قلنا‏:‏ أما تذكر الرجل الذي وثب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من سور الطائف فرحب بي ويقال‏:‏ إن أبا بكرة تدلى من حصن الطائف ببكرة ونزل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكناه رسول الله أبا بكرة‏.‏

سكن أبو بكرة البصرة ومات بها في سنة إحدى وخمسين وكان ممن اعتزل يوم الجمل لم يقاتل مع واحد من الفريقين وكان أحد فضلاء الصحابة قال الحسن‏:‏ لم يسكن البصرة أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمران بن حصين وأبي بكرة ولة عقب كثير ولهم وجاهة وسؤدد بالبصرة وكان ممن شهد على المغيرة بن شعبة فلم يتم تلك الشهادة فجلده عمر ثم سأله الانصراف عن ذلك فلم يفعل وأبى فلم يقبل له شهادة وقد ذكرناه في باب الكنى بأكثر من هذا‏.‏

نفيع بن المعلي بن لوذان أخو رافع وهلال وعبيد أسلم بعد قدوم النبي صلى الله عليه نقادة الأسدي ويقال نقادة بن عبد الله وقيل‏:‏ نقادة بن خلف وقيل‏:‏ نقادة بن سعد وقيل‏:‏ نقادة بن مالك هو معدود في أهل الحجاز سكن البادية روى عنه زيد بن أسلم وابنه سعد بن نقادة‏.‏

النمر بن تولب العكلي الشاعر ينسبونه النمر بن تولب بن زهير بن أقيش بن عبد كعب بن عوف بن الحارث بن عوف بن وائل بن قيس بن عوف بن عبد مناة بن أد بن طابخة وعوف هو عكل‏.‏

يقال‏:‏ إنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً ومدحه بشعر أوله‏:‏ إنا أتيناك وقد طال السفر نقود خيلاً ضمراً فيها ضرر نطعمها اللحم إذا عز الشجر والخيل في إطعامها اللحم عسر يا قوم إني رجل عندي خبر الله من آياته هذا القمر والشمس والشعرى وآيات أخر وروى قرة بن خالد وسعيد الجريري عن أبي العلاء بن الشخير قال‏:‏ كنا بالربذة فجاء أعرابي بكتاب وصحيفة فقال‏:‏ اقرءوا ما فيها فإذا فيها‏:‏ ‏"‏ هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني زهير بن أقيش إنكم إن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأديتم خمس ما غنمتم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأنتم آمنون بأمان الله عز وجل ‏"‏‏.‏

قلنا‏:‏ أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ نعم قلنا‏:‏ حدثنا بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وغر الصدر ‏"‏‏.‏

وقال الجريري‏:‏ وحر الصدر‏.‏

قلنا‏:‏ أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ألا أراكم تتهمونني فأخذ الصحيفة ومضى فسألنا عنه فقيل‏:‏ هو النمر بن تولب قال الأصمعي كان النمر بن تولب العكلي أحد المخضرمين من الشعراء وكان أبو عمرو بن العلاء يسميه الكيس وقال أبو عبيدة النمر بن تولب عكلي وكان شاعر الرباب في الجاهلية ولم يمدح أحداً ولا هجا وأدرك الإسلام وهو كبير‏.‏

وقال محمد بن سلام‏:‏ كان النمر بن تولب جواداً لا يكاد يمسك شيئاً وكان فصيحاً جرياً على النطق وهو الذي يقول‏:‏ وإذا تصبك خصاصة فارج الغنى وإلى الذي يعطي الرغائب فارغب كذا رواها محمد بن سلام وغيره يروي‏:‏ ومتى تصبك‏.‏

وهو القائل‏:‏ أعذني رب من حصر وعي ومن نفس أعالجها علاجا ويستحسن للنمر بن تولب قوله‏:‏ تدارك ما قبل الشباب وبعده حوادث أيام تمر وأغفل يود الفتى طول السلامة والغنى فكيف يرى طول السلامة يفعل يرد الفتى بعد اعتدال وصحة ينوء إذا رام القيام ويحمل نميلة بن عبد الله الليثي نسبه ابن الكلبي وقال‏:‏ له صحبة‏.‏

قال ابن الكلبي‏:‏ نميلة بن عبد الله بن فقيم بن حزن بن سيار بن عبد الله بن عبد بن كليب بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث صحب النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وقال ابن إسحاق‏:‏ نميلة بن عبد الله قتل مقيس بن حبابة يعني يوم الفتح قال‏:‏ وكان رجلاً من نهير بن الهيثم من بني نابي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن أوس الأنصاري‏.‏

شهد العقبة ولم يشهد بدراً‏.‏

النواس بن سمعان بن خالد بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب بن ربيعة الكلابي‏.‏

معدود في الشاميين يقال‏:‏ إن أباه سمعان بن خالد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطاه نعليه فقبلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجه أخته‏.‏

فلما دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم تعوذت منه فتركها وهي الكلابية روى عن النواس بن سمعان جبير بن نفير ونفير بن عبد الله وجماعة‏.‏

نوح بن مخلد الضبيعي جد أبي جمرة الضبيعي‏.‏

وروى عنه أبو جمرة أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة فقال له‏:‏ ‏"‏ ممن أنت ‏"‏ قال‏:‏ من ضبيعة بن ربيعة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ خير ربيعة عبد القيس ثم الحي الذي أنت منهم ‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ثم أبضع معي في حلتين من اليمن‏.‏